دخلت فى تجربة كتابة تجريبية لاأدعى لنفسى شرف ابتداعها من العدم ، فقد طورت بعض التجارب التى لامستها هنا وهناك واستخلصت منها منهجية الكتابة التى جربتها فى عدة نصوص وجدت تجاوبا وقبولا وإهتماما من العديد من المبدعين،بل ظهرت أصداء للتجربة هنا وهناك، التجربة تقوم على إيجاد مزج بين كتابة القصة القصيرة جدا والقصة القصيرة والقصيدة المشهدية التى من أبرز كتابها أمل دنقل فى ديوانه أوراق الغرفة 8 وبعض قصائده التى تعتمد على تشطير القصيدة الى مشاهد منفصلة مع وحدة الموضوع، حاولت كتابة مجموعة من القصص القصيرة جدا المستقلة ظاهريا بحيث تشكل كل قصة لوحة قائمة بذاتها، وفى نفس الوقت يكون هناك خيط يربط بينها جميعا مثلما يربط خيط المسبحة حباتها بعضها بعضا، ويكون المغزى المراد موزعا بين وحدات القص الصغيرةالتى تبوح مجتمعة بذلك الأثر الفنى. وتبدو القصة مكونة من لوحات تعطى مجتمعة ملمحا قصصيا واحدا وأثرا نفسيا واحدا، وفى نفس الوقت تتنوع اللوحات تنوعا لافتاً. فنيا لاتشترط القصة المسبحة وهو مصطلح اراه مناسبا للتعبيرعن هذا القالب ، لاتشترط التكثيف والنهاية الصادمة المطلوبة فى القصة القصيرة جدا، ذلك ان النهاية تتكون من مجموع اللوحات ووحدات القص ، وهنا يكون تمهل السرد مع الإيجاز فى الأحداث ولشخوص وتجنب الحوار والقفلة المقسمة الى عدة قفلات جزئية ، تتجه جميعها كخيران صغيرة نحو المصب، فى خاتمة النهايات، التى يشترط فيها أن تكون تتويجا للمغزى الكلى واكتمالا له، لايعتمد التصريح، بل التلميح والتتويج للأحداث الفرعية بحدث رئيس ، أشد وقعا، أكثرتوهجا،تلخيصا شاملا ولامعا لما قبله، بلا تقرير ولاتكرار. ويجب ان تكون الخاتمة بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، وبمثابة التماعة البرق الكبيرة التى تضئ ماقبلها من ظلمة.
قالب(القصة المسبحة) أو (القصة فى لوحات) هو قالب مرن، يقف فى منطقة وسطى بين القصة القصيرة والقصة والقصيرةجدا والرواية، فهو يسمح ببعض التمهل فى السرد لاتسمح به القصة القصيرة جدا، وهو يميل الى إيجاز وتكثيف لاتسمح به الرواية ولاتستسيغه القصة القصيرة التى تسمح ببعض الاستطراد والتفاصيل، وفى نفس الوقت يسمح هذا القالب بتمهل فى التعامل مع النهاية لاتسمح به القصة القصيرة ولا القصيرة جدا، لكنه ليس تمهل الرواية، انه تمهل رسام يرسم مشهدا واحدا مكونا من عدة لوحات متصلة بحبل سرى واحد، وهو تمهل كاتب قصة مصورة لاتكفى الصورة وحدها للبوح بمغزاها، فيستعين الكاتب باللغة.
هذه نصوصى الأولى فى هذه التجربة:
(غزل دائرى)قصة فى لوحات بقلم صلاح الدين سر الختم على
(لهب)
عند ضفة النهر وقف ليلا يتغوط متلذذاًبفعلته وهو يتخيل نصف أهل القرى يشربون ما أودعه بقلب النيل،انشقت الظلمة عن مارد قبيح الهيئة واقفاً قبالته، نصفه فى الماء وهو كتلة من اللهب،ارتجف، تصبب عرقاً وارتجف، ابتسم المارد وقال(تعال نؤسس شراكتنا، تعال حيث مصباحك السحرى)، فابتسم ، وأشتعل فضولاً ،ودخل في جوف اللهب المستعر بلا وجل.صارمن فوره مارداً من لهب.
(عمل)
صنع أدوات عمله بإتقان تام، لم ينس شيئاً، ذاع صيته بالقرى والحضر،فات نصف عمر من لم ير مارد اللهب ،ما ضاع مصاغ أو سرق،إلا وأرشد عنه وكشف،وأعاده مثل إعادة البصر لكفيف قد يئس،من تعثر عمله وهبه العمل ومن فقد الأمل فشفاؤه على يده قد اكتمل، ومن قلبه مسود قد فاض غلاً وهدر أعطاه بوريقة صغيرة شراً معتبر،نما هو وسدر فى غيه وما أزدجر، فى جوفه لهب وفى وجهه برق لمع.قد صار سيفا من لهب.
(قربان)
كانت الفتنة أنثى جميلة جاءتهما من أقصى المدينة تسعى، مال قلبيهما إليها وهفوا،وقف المارد عاجزاً عن الحل،فكلاهما ولده ومن صلبه،كسب الأصغر الرهان حين ناصرته النار، فسفح الأكبر دمه،قهقه المارد القبيح، وانفطر فؤاد مارد اللهب، حمل رمحا ورمى،أصاب الرمح قابيله، فهوى، لكنه ما أرعوي!!
(شجار)
تماسكا بالأيدي، تراشقا بالحجارة والشهب، والأحذية، تبادلا التهم، تبرأ كل واحد من الآخر،انطلق الرصاص، احترقا، لم يبق سوى سواد فوق سطح الماء ورجل وحيد يتغوط ليلاً متلذذا بفعلته ومارد قبيح يتهيأ لمغازلة أحلامه!!!
صلاح الدين سر الختم على
مروى
25 نوفمبر 2011
النص الثانى:
(رحلتها ) قصة فى لوحات/صلاح الدين سرالختم على
(الكرة)
لم تكن قد أكملت عامها الثانى بعد، حين انهار البيت فوق رأسها الصغير،اختار أبوها حياة جديدة وزوجة أخرى، ومثله فعلت أمها، ومثلها فعلت جدتها، وجدت نفسها كرة ملعونة يركلها اللاعبون بلا توقف.فانزوت وزوت!!
(دروب)
غاب الأب فى مدينة بعيدة وانقطعت أخباره،زوج أمها لايطيقها، والأم عند قدميه ارتمت،حلقت طائرة بها ، غابت دون إن تترك لها منديلا لتجفف به دموعها. زوج جدتها نظر إليها شذرا فى اليوم الأول،فى أيام تالية غازلها،فى يوم ما طردتها جدتها متحججة بضيق المكان.
(سقوط)
فى الجامعة نازعتها إلى الحب نفسها، فما أتى فارس إلا سقط على وجهه وانكفأ، ثم راودها الذى هو أستاذها ،فاستعصمت، استشاط غضبا، هددها بالرسوب،فأسقطته بالقاضية وتركت الجامعة!!
(تجارة)
طرقت أبواب العمل بإلحاح، تعبت من متابعة إعلانات التوظيف البراقةودخول المعاينات والخوض فى وحلها مع الذئاب بلا طائل، فافترشت الأرض وباعت شايا وقهوة وزنجبيلا، حين بدا ان الحظ ابتسم لها، داهمتها قوة مسلحة، بعثروا أوانيها وأحلامها، واقتادوها الى محكمة أنيقة الجدران، بيد إن جدرانها تقطر دماً وشاياً ودموعاً.حين دخلت سجدت الجدران لها فبكت!!
(حكم)
كان القاضى منهمكا فى كتابة الحكم حين أدخلت عليه ، شاحبة حزينة وثوبها فى كفها مزق،أراد النطق بحكمه فقالت( ذرنى أبيع قليلا) قال لها بغلظة دون أن يرفع رأسه والشاي يتبخر من رأسه( لابيع إلا برخصة) ، تبسمت وقالت بمرارة( سيدى انا لا أبيع شيئا سوى المشروبات الساخنة)قال بجفاء : (ألا تفهمين...مطلق البيع محظور إلا برخصة)
قالت له ( هل انت متأكد سيدى؟ ..اعرف من باعوا ماهو أغلى ولم يقفوا تحت سقفك!!!) فاستشاط غضباً،بات حكمها سجنا وغرامة بعد ان كان محض غرامة، نامت ملء جفونها فى سجنها، وبقى قاضيها ساهرا بعد ان اصابته بالقاضية!!!
(دورة)
في السجن، باتت كرة يركلها اللاعبون، طلبها الذى هى فى سجنه، فاستعصمت وأبت،فعل الذى يليه معها مثلما فعل،فاستعصمت،باتت ماسحة لكل بلاط متسخ، لازال أنفها شامخا،لكنها آثرت السلامة فزوت وانزوت.
صلاح الدين سر الختم على
واد مدنى
28 نوفمبر 2013
النص الثالث:
الحصان والعصفور/ قصة فى لوحات /صلاح الدين سر الختم على
(عجينة طرية)
نظرت إليهم طويلا،تفحصتهم واحدا واحدا وهم عنها لاهون،هم بذورها التى استودعتها باطن الأرض وهى موشكة على ان تستودعهم لدى الذى لاتضيع ودائعه، تعرف ذلك فحسب، تشعر به في خفقات قلبها وشهيقها وزفيرها، تعرف انهم سيعانون بعدها، ستبدى لهم الدنيا ماكان خافيا من وجهها، يستأ سد عليهم من كان يخاف من مجرد الاقتراب منهم، تعرف الحلقة الأضعف وكيف ستنهار تحت وقع فؤوس حاقدة تحفظ وجوه أصحابها وحركاتهم وسكناتهم وما يستوطن قلوبهم المظلمة، لكن سيكون قد حيل بينها وبينهم بجدار أبدى، تنظر الى حلقتها الأضعف، ترى عيناه يترقرق فيها شئ ما، كان يرقبها باشفاق ومحبة، كان يعرف بطريقة ما أنها تتفحص الوجوه بتمهل مودع، وكان يستطيع دوما دخول أعماق عقلها وقراءة مافيه،وكان يستسلم لها طائعا، كان ذلك أجمل مافيه وأضعف مافيه، فحين تغيب بوصلته لايعود يعرف أبدا اتجاه الرياح، وسرعان مايسلم الدفة لأول من ينازعه فيها، تنظر الى الأب، الطفل الكبير،كم كان طيعا مثل ابنه البكر،لمع الخاطر المروع فى ذهنها، حين تغيب غيبتها الأبدية، ستنتقل عجينتها الطرية الى أياد لاتعرف رحمة ولاعدلاً ولا تدير الدفة سوى فى اتجاه وحيد فقط، ياآلهى... قضى الأمر، يا للهول، من لبذورى بعدى؟! يجيبها صمت وتدور عيناها من جديد فى الوجوه بلا كلل.جرت الدموع الى الداخل،فهَمَتْ عينُاها.
(الجب )
تتذكر، كان نجمه قد بدا يلمع،طالبا نجيبا خرج من بيت صغير لرجل بسيط هو حبله المتين للنجاة من الغرق، كانت هى والأب يسويان الأرض من الفجر الى المغيب، يعدان بذرتهما بحرص،( نم، قم،كل، صل لرب العالمين، لاتأخذ شيئا ليس لك،أغسل ملابسك بنفسك، العمل ليس عيبا، ) كان هو يشق طريقه كمدية، عمل في العطلات و قرأ بالليل تحت لمبة الجازوعمود النور، بمعدة خاوية وهمة عالية،وحين أينعت الثمرة دارن حولها كالفراش لامتصاص الرحيق، تتذكرها دونهن جميعا، نحيلة شاحبة خفيضة الصوت، تخاطبها همساً وعينها على شمعتها الوحيدة،كانت ترى الهمس فحيحاً وخفض الصوت زئيرا، والخطو الوئيد انقضاض صقر على فريسة،أما هو فلم يك يرى سوى ما أرادت النمرة الهرة الصقر أن يرى، غافلا نحو جحرها مضى ، ولقد هَمَّت به وهمَّ بها،لم يسمع الصيحة ولم ير!!آه....آه....قلبى عليل وحيلتى قليلة...................
قضى الأمر...يا للهول...من يحمى بذورى من الغرق!!!
( الحصان والسائس)
كانت الشجرة قد بدأت ثمارها تتفتح للتو،حين علا همس عن زواج،قطبت جبينها، ثم عادت ورسمت ابتسامة وقالت لنفسها( اللعنة عليك ياقلبى، لاتطاوعنى دوما ساعة الشدة، تؤنبنى ، ثم تتركنى فوق الجمر) قالت له( أنت ترى،( ولم يك يرى)، أنت تعلم أن اخوتك كلهم في رقبة أبيك ، هو يحتاج عونك، لايزال الوقت مبكرا،)...لكن عربة الأحلام المدفوعة بأياد لاترى، مضت سريعا نحو آخر الشوط، بات الحصان وحيدا مع السائس في الاسطبل. ثم بات يركض بلاكلل فى ديربى لاينتهى مع فارس وحيد لايترك ظهره أبدا، كعادة الأمهات ( غير المكتسبة ولا الموروثة) غابت هى عن المشهد بفعل فاعل.( ياآلهى: كيف تركت الحصان والمقود وساحة السباق؟! كيف تركت الجمل بماحمل؟؟؟!)
(نبوءة)
تراهم ، ظامئين،متشققى الشفاه، والجمل يمضى بما حمل بعيداً،مثل ظل شجرة بخيلة ‘يحرم نفسه على أهله،وتراها ساحرة تمتطى مكنستها وتحلق بلا توقف، تزرع بذوراً سوداء بينهم وبين(الملقى فى الجب)،يأتون أباهم عشاء يبكون،فيقول الملقى في الجب لأبيه(أكل الطير والسابلة قمحهم ، والعام عام جوع!!) ثم ينحنى ليخبئ عنهم حنطته، وهى تحلق في سماء ملبدة بالغيوم بلا جدوى، فقد انقطع حبل الكلام.يا آلهى ....ماذا فعلت؟!فى هذه المرة : همت السماء بدمع غزير، حين لامسته ونظرت اليه: كان أحمراً قانيا!!
(جنته)
دخل جنته،مزهواً كان،فيه بقية منه لاتزال باقية، فأخذ الأب معه،كانت الهرة ممتعضة،كان الأب عصفورا فى قفص من ذهب،ألقت الهرة قميصا على وجهه،ذهب البصر،بات الذى هو من صلبه ضيفاً ثقيلا فى نظره،ذات صباح تم تحرير الجنة من العصفور،تنهدت الهرة تنهيدة راحة وهى تتحسس مخالبها الطويلة ،بقى الحصان فى قفص من ذهب، ظل يهتف من غير داع: ( مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا. )، فى اللحظة ذاتها كانت دمعة العصفور تقذف شواظا من لهب( وهو لايرى..!!!)
(صورته)
كانت ترى العصفور الآن، وحيدا، حقيبته فى يده،يتجول فى الشوارع وحيدا،يستظل بشجرة تعصمه من الشمس،شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، ترى أخوة الذى كان فى حجرها وبات فى جحرها،تراهم يحلقون جميعا نحو الشجرة، يحملون في المناقير سكراً وشاياً وبرتقالاً، يتبسم العصفور، تتمدد الشجرة، تظللها غمامة،تزقزق العصافير بلا توقف، ثمة دخان بعيد متصاعد،تهمى عيناها،تنام ملء جفونها.
صلاح الدين سر الختم على
مروى
الأول من ديسمبر 2013
النص الرابع:
وثبات/ قصة فى لوحات/ صلاح الدين سر الختم على
(دموع )
أنَّ الحصان تحت ثقل الحمولة، ترقرت الدموع فى عينيه الجميلتين، توقف قلب الحوذى، ظل الحصان يمشى ودموعه تغسل الشوارع وعينا صاحبه شاخصتان نحو السماء.
(ذكرى)
تذكر الحصان مجده الغابر، حين كان يرتع ويلعب بجوارأمه الجميلة وظهره يتلامع كالحرير،لمعت صورة قصر منيف وطفل لطيف يطعمه بيده الصغيرة، وأنثى ناعمة تتمسح به أكثرمما تتمسح بحبيبها، فى قلب الذكرى يسمع صوت رصاصة ، فينتفض، يرى أباه ممددا وعيناه شاخصتان صوب السماء، ودموع أمه تغسل المكان فيمسى نهراً أحمراً.
(صورة)
زوت |أمه مثلما تزوى أوراق الشجر، سكن الذباب عينيها الجميلتين،دوى رصاص، ولم يرها ثانية إلا فى أحلام يقظته الكثيرة التى تخفف عليه الحمولة، يتذكر دموعه الكثيرة، نفور الأنثى، أسئلة صاحب اليد الصغيرة الكثيرة ودموعه حين أخرجوه ذات يوم من الحظيرة، ربما لأجل تلك الدموع لم تدو الرصاصة وتركوه راسفاً فى الأغلال فى الظهيرة، حرموا عليه الركض واللعب والحياة الوادعة الجميلة، ظل يمشى والدموع تغسل الشوارع ولايراها أحد، وبات هو يتشهى طلقة أخيرة.
(وثبة)
ظل الحصان يمشى، وصاحبه شاخصة عيناه نحو السماء،خرج من حدود المدينة صوب الحقول، كان يتصبب عرقاً، عاد ظهره لامعا جميلا، غسلت الدموع عينىه الجميلتين،فرالذباب من المكان، تساقطت الحمولة شيئاً فشيئاً، باتت العربةخفيفة كطائر، وثب الحصان عاليا....صوب السماء...... كان مبتسماً.
صلاح الدين سر الختم على
مروى
الثانى من ديسمبر 2013
النص الخامس:
( وافاطمتاه)*قصة فى لوحات بقلم / صلاح الدين سر الختم على
صرخة
طفلة، وزهرة، وفضاء فسيح، وعين متلصصة ، وثعبان متربص، .حين أشرقت الشمس، صرخت القرية: وافاطمتاه.
كهف
تمطى الكهف ، أنشب أظافره الطويلة فى جسد غض، ثم ضمه اليه حتى انسحقت العظام سحقاً، عندها صنع منها بودرة للتجميل ونام متوسداً ضفيرة فاطمة .
أنين
حين كان الغول يشخر فى كهفه البعيد وفاطمةتئن تحته، كان فرسان القبيلة مشغولين باستعراض للعضلات فى ناد للمثليين.
صدى
أفاق الغول من نومته،رمى العظم ، واخذ اللحم وباع الضفيرة فى نادى المثليين وخرج، عند الباب تصدق على فاطمة بما جادت به قريحة الفرسان، وضحك ملء شدقيه،
صرخ الفرسان من اللذة( وا فاطمتاه)!
صلاح الدين سرالختم على
مروى
الثانى عشر من ديسمبر 2013
*فاطمة السمحة(الجميلة) قصة شهيرة فى التراث الشعبى فى السودان.
النص السادس:
نص التحولات/ لوحات قصصية/ صلاح الدين سر الختم على
حديقة
كان حديقة، والأطفال عصافير، بات مقبرة تتوسدها العصافير.
مأدبة
تاجر العملةأقام مأدبة كبيرة دعا اليها كل نجوم وجنرالات المجتمع، إحتفالا بإحتراق العملة الوطنىة ، بين يديه.
قناص
قنص القناص عمارة جديدةفى حى راقى ثمنا لرحلة قنص طويلة،نام محتضنا عروسته، فباتت العروس غولا، كلما دنا منها رأى الدم مرتسما فوق ثغرها الصغير، فى النهاية هرول فى الشوارع عاريا، فقنصه الصبية بحجارتهم.
ظن
حين ظن أنها دنت وتدلت ومد يده لقطف ثمارها، دوى الإنفجار، تمزق إرباً، وكانت القنبلة من صنعه. صراع
صارع الثعبان طويلا، أجاد كل فنون قتاله، فى الختام مات الثعبان بين يديه ، وانتقلت كل مهاراته اإليه، حتى سمه الزعاف.
دميته
دميته تعلقت به، حين أراد الزواج من غيرها، قتلته. رجل كبير
كان رجلا كبيرا مهما، يلعب بالبيضة والحجر، يحرك الدمى بمهارة من خلف ستار، ذات مرة غفا، حين أفاق وجد نفسه دمية من الدمى وبيضة وحجر.
تزييف
كانت مهمته تزييف الحقائق، كان ماهرا، انتهت مهمته ذات يوم حين أعطوه حقيقة مزيفة فزيفها بردها الى أصلها
صلاح الدين سر الختم على
مروى 19 ديسمبر 2013
النص السابع:
نبؤة / قصة فى لوحات/ صلاح الدين سر الختم على
رسم
رسمه شخصية عاصفة فى رواية، ذات صباح قابله فى ناصية الشارع يدخن سيجارته بعصبية وهو يسأل عن بيت الكاتب الوقح ،والشرر يتطاير من عينيه، وسكينه الموصوفة فى الرواية مشرعة تتلامع تحت ضوء الشمس، فولى هارباً.
وقفة
توقف عند دكان حلاق ثرثار فى شارع جانبى ليلتقط أنفاسه، حين نظر فى المرآة المشروخة رأى الحلاق الأصلع يبتسم،فتذكر أن بطل الرواية يموت فى دكان حلاق أصلع يبتسم، فسارع بالركض، دون أن ينظر إلى الوراء، فى خياله كان يرى الابتسامة اللزجة مطبوعة على ظهره.
دوامة
أدركه التعب، تقطعت أنفاسه، توقف، أخذ يلهث، حين رفع عينيه عن الأرض، كان الحلاق نفسه أمامه مبتسماً، وكان صاحب النصل مكشرا عن أنيابه، ارتفعت اليد بالنصل، لمع فى ضوء الشمس، انطلقت صرخته قبل وصول النصل الى الهدف.
خاتمة
كتبت الصحف فى اليوم التالى: كان مبدعا فريدا، كتب نهايته بيده.
صلاح الدين سر الختم على
مروى
22 ديسمبر 2013