Friday, May 29, 2015

( النقد الملاكى) ( تحت الطلب)


ماكنت أريد الكتابة في هذا الموضوع لاسباب عديدة اهمها أن كثير من الناس سيتحسسون مسدساتهم ويعتقدون لسبب أو آخر أنهم المعنيون ، ولكن الموضوع سد نفسي من الكتابة وبخاصة الكتابة النقدية وسد نفسي من المجموعات فتثاقلت خطاى عنها ووجدتنى نافرا من العديد منها بقدر ما كنت نهما ونشطا ومتفاعلا، يكتب البعض نصوصا ادبية وينشرها ثم يمسي شرطيا يحمل هراوة يلهب بها ظهور كل من يبدى رايا لايعجبه في النص وينصب نفسه ناقدا شارحا لنصه الفريد ومقاصده وروعته التى لاتجدها الا في كلماته الملئية بالاعجاب بالذات ، صدورهم ضيقة، يشعرون بانك خلعت عنهم كل مايلبسون وتركتهم عراة في الشارع العام حين تناولت نصهم بالتشريح ، فكل نقص مشار اليه هو ذم وكل مدح متوقع حجبته هو موقف عدائي وقسوة !! هم يريدون نقدا وناقدا يمسح على ظهور نصوص عرجاء كمايمسح الناس على ظهر قطة مدللة،لديهم احساس غير مبرر بالتفوق والنبوغ وقداسة نصوصهم الخاوية على عروشها وعدم قابليتها لاى انتقاص من قدرها العالى، يلهثون خلف النقاد ليكتبوا عنهم ويضعوهم في دئرة الضوء ،وحين يكتبوا يديرون ظهورهم في تعال ويصطنعون الدهشة والبراءة و التواضع الزائف إذا كتبوا ما وافق نرجسيتهم الكامنة، اما إذا كانت الكتابة تشريحا قاسيا فويل للكاتب من سكاكينهم . الكتابة النقدية عندى في الحقيقة حالة ابداعية مثل نصوص القصة والرواية والقصة القصيرة جدا، هى لحظة صدق فائضة، لحظة يبلغ الانفعال فيها مع النص حدا تنهار معه السدود واشعر بالحاجة لمشاركته مع الآخرين،وحدث كثيرا ان كتبت عن نصوص لا اعرف كتابها لكننى وقعت في غوايتها او وجدت فيها شيئا يصلح لعرض الأفكار حول النوع الأدبي الذى كتبت تحت مظلته بما يحقق الفائدة والفهم لفنون كتابته وقواعده والتعريف به، أحيانا تكون كراسة ملئية بالأخطاء اكثر فائدة وتقريبا للمعنى الذى يراد ايصاله من كراسة خالية من الاخطاء لتلميذ نجيب، والنصوص كراسات تشتمل في طياتها تجارب ابداعية تتجاوز كراسات التلامذة بكونها ابداع اصيل وليست ناتج املاء المعلم.وهذا الابداع مثله مثل كل جهد بشري ، فيه مواقع ضعف ومواقع قوة، وفيه مواقع إجادة وموقع إخفاق، فلماذا يطالب بعض من يكتب النقاد بالتصفيق فقط ويمنعونهم الصفير؟!، لماذا يمارس بعض المثقفين دورا تمارسه بعض الحكومات يقضى بتدجين المفكرين وتحويلهم الى جوقة إنشاد ملكية تسبح بحمد السلطة فيطلبوا من النقاد أن يتحولوا الى سدنة للنص وكاتبه؟ولماذا يريدون جعل النقد مرادفا للمدح والتطبيل الأجوف وغض الطرف عن عورة النصوص البادية؟ وليس الأمر قاصرا على كتاب النصوص ، بل هناك الكثير من المثقفين يمارسون النقد المجامل ( تحت الطلب) لسبب أو آخر، وبصور مختلفة ، اكثرها انتشارا تلك الشهادات التى توزع بكرم حاتمى في المجموعات لنصوص شاحبة وباهتة متوجة إياها على عروش زائفة.