Monday, February 17, 2014

القصة القصيرة جدا فن المضمر والحفاء والعنوان المحكم/ صلاح الدين سر الختم على



اذا كانت القصة القصيرة عموما والرواية هما فن الوضوح والبوح بالمغزى وسطوعه منذ الوهلة الأولى وحتى الختام، فإن القصة القصيرة جدا هى في الحقيقة فن الإضمار والإخفاء للمغزى منذ الوهلة الأولى حتى الختام، حتى على مستوى العنوان ، هناك اختلاف واضح بين القصة القصيرة جدا والقصة القصيرة والرواية، ففى حين يكون عنوان القصة القصيرة والرواية عبارة عن اختزال للمغزى ومضمون العمل وتلخيص له، فإن عنوان القصة القصيرة جدا محرم عليه البوح بسرها ومغزاها، وإن جاز له التلميح والمواربة والإيحاء، لكن التقرير والمباشرة فيه ممنوعان، لامجال أبدا للبوح بالمغزى فى العنوان، فالعنوان فى القصة القصيرة جدا جزء من النص، وليس غلافا خارجيا له وليس أسما له،لذلك يجب الإلتزام فى العنوان واختياره بقواعد القصة القصيرة جدا وشر وطها، القصة القصيرة جدا تبنى على مستويين: المعنى الظاهر، والمغزى الخفى المخبوء، المفارقة هى ابراز معنى ظاهر واخفاء مغزى مخبوء بين طياته، بدون المفارقة والمغزى المخبوء لانكون أمام قصة قصيرة جدا. ( وجدالعصفور القفص مفتوحا، دفع الباب وحلق بجناحيه، أصابته نبلة، ترنح، قفل عائدا إلى قفصه.) هنا نحن امام قصة لها معنى ظاهر هو ان عصفورا حبيسا وجد فرصة للهروب فهرب ، لكن حدثا مفاجئا جعله يعود طائعا الى القفص.المغزى المخبوء هو أن الحرية لها ثمن باهظ ، فقد تكلف المرء حياته، وأن الحرية بلا أمن فى النفس والمال لاتساوى الحبر الذى تكتب به. عودة العصفور الى القفص طائعا هى المفارقة التى تفصح عن المعنى المخبوء وتظهره. العنوان لو كان( الحرية) لايكون مناسبا لمباشرته، لكن يمكن ان يكون ( عودة) لما فيه من غموض يثير الأسئلة حول المغزى ولايعطى الاجابات مباشرة.
صلاح الدين سر الختم على

مروى 12 فبراير 2014

No comments:

Post a Comment