البطاقة الشخصية: مصطفى رمضان عوض، مصري يعيش حالياً في تونس، يعمل في مجال الطيران، ولد سنة 1977 في محافظة الغربية في دلتا مصر، الأب كان موسيقياً (عازف كمان) توفي وهو في الخامسة من عمره، وقبله بثلاثة شهورتوفى الجد الذي كان يحبه كثيراً ومن ساعتها نشأت علاقة حميمة بينه وبين الموت، علاقة من نوعٍ خاص، طبعت كتاباته فيما بعد، وصبغت رؤيته للكون والحياة والأشياء، يقول عن أمه( أمي هي من أصل في نفسي عشق القراءة، فما رأيتها في أوقات فراغها الا وفي يدها كتاب، وهي من شجعني منذ اكتشفت عندي موهبة الكتابة في السابعة عندما قرأت عليها أول كلام من تأليفي، أنا عاشق للشعر، بدأت شاعراً، وأراه أقرب للوجدان من القصة، انبهرت بصلاح عبد الصبور في بداياتي وقرأت كل مؤلفاته، مع حجازي، ودنقل ودرويش مع الشعر كنت أكتب القصة التي تفرغت لها تماماً فيما بعد، ونشرت أول مجموعاتي على نفقتي الشخصية وهي ضعيفة المستوى حقيقةً ولا أعتبرها ذات قيمة ابداعية حقيقية، كتبت الرواية، والقصة القصيرة وحتى المسرح، في فترة الجامعة، وما بعدها من خلال اشتراكي في المنتديات الأدبية، ونوادي الأدب، واتحادات الكتاب، لي الكثير من الأعمال المنشورة في الجرائد والمجلات، ومؤخراً صدرت لي مجموعة ققج بعنوان (پورتريه) وكتاب جماعي مع مجموعة من المبدعين العرب اسمه قصص عربية بلا حدود، وان شاء الله في الفترة القادمة ستصدر لي مجموعة أعمال: أسفار الضحك والبكاء (رواية) تفاصيل دقيقة (قصص قصيرة)( أنا الأعلى (قصص قصيرة جداً).
تقديم الكاتب:مصطفى عوض كاتب مميز فرض نفسه عبر نصوصه ذات البصمة الخاصة جدا، نصوص تتميز بالعمق فى الفكرة وبساطة العرض والإحكام الفنى الشديد والروح الساخرة سخرية من تسيل دموعه على الخد بلا انقطاع، فالسخرية عنده ليست ترفا أو خفة دم، بل هى موقف مغموس فى الحزن والرفض لما هو كائن واستشراف الآتى، والزمن عنده متوقف فى اللحظة المروي عنها فيبدو كأنه يراوح مكانه ولكنه فى الحقيقة يخضع لعملية تأمل واعتصار للحقيقة من بين طياته.يتوقف مصطفى عند فكرة الموت كثيرا، يغازلها عبر نصوصه من زوايا مختلفة، وما يبدو لافتا هو محاولته استنطاق الموتى أحيانا واعادته الى الحياة ليروا ويعلقوا ويعبروا عن أنفسهم، يبدو الأمر مشهدا معطونا فى الحنين لأعزاء طواهم الغياب ولكن الطفل الكاتب يرفض الاستسلام لفكرة أنهم ذهبوا ولن يعودوا، هكذا يبدو النص بعثا واحياءا لهم واستهزاءا بالموت.يبدو فقد الأب والجد مؤثرا جدا على الكاتب، برغم أفضال الأم الكثيرة عليه. يتميز مصطفى بالإخلاص الشديد لفن القصة القصيرة جدا، فهو يلتزم بشروطه التزاما تاما فى جميع نصوصه، ولايهتم كثيرا بالمفردة الأنيقة وتزويق الحروف، بل يهتم بعرض جانب من الحياة ولحظة من لحظاتها فى قالب فنى محكم وبلغة مباشرة وبسيطة وإيجاز متعمد وخاتمة متقنة وكاشفة.
النصوص المختارة والقراءات:
(إنشطار) صورة الدم فى إهاب القاتل:
(أطلقت رصاصةً واحدةً؛ فسقط، مختبئاً وراء السور، فوق البناية العالية، والمسافة بيننا بعيدةٌ بما يكفي لأراه ضئيلاً رغم المنظار المقرب، فمن أين جاءني إذن..كل هذا الدم ؟.)
هونص بديع فى تصويره الرعب الذى يجتاح القاتل لحظة ارتكاب جريمته،فالدم بات بداخله من كثرة ولوغه فى إراقة دم الأبرياء، لذلك يري الدم فى يديه برغم بعده جغرافيا عن الضحية، هى صورة مجسمة لنفسية القتلة وهواجسهم.السرد بضمير المتكلم فيه صعوبة كبيرة، وبرغم ذلك كان النص ممتازا، بالرغم من ان الانتهاء بسؤال يقلل من قوة الخاتمة عادة. إلا أن الخاتمة كانت ممتازة فتساؤل القاتل بهلع عن مصدر الدم فيه تلميح وإيحاء بالمغزى.الدم يطارد القاتل مهما ظن أياديه نظيفة وانه بمنأى عن العقاب وعن الكشف. في قصته (رحلة):
(قبيل الفجر، اقتحموا عليه الغرفة، أخذوه وذهبوا، دخلت أمه في الصباح، هزته فلم يستجب..! )
تصوير بديع للموت وكيف يتسلل فى الظلام ويمضي بضحيته دون أن يراه أحد أو يشعر به،
النص جميل ، فيه تجسيددقيق لفكرة الموت ، وهو قابل لقراءته على انه تجسيد لفكرة الحرية فزوار الفجر اخذوه الى محبس بعيد وتركوا لوالدته الدموع واللوعة. في كل تأويلاته هو نص جميل ومحفز على التفاعل معه. العنوان جميل فهو لايشرح النص والمفارقة موجودة فالمعنى الظاهر واضح انه يخفى فى طياته المغزى الخفى.المغزى منفتح على أكثر من قراءة. يشير النص الى خوف كامن فى الأعماق من الموت الذى يتسلل مثل اللصوص فيأخذ الأرواح ويترك الأجساد والحسرة. يبدو التأمل لفكرة الموت هنا تأمل طفل لايملك رؤية كاملة بل الكثير من الأسئلة والمخاوف.
في قصة(عيش) يقدم لوحة منتزعة من واقع معاصر:
(طرقع الكف على قفاي؛ وأظلمت الدنيا، مرمياً على الأرض الباردة في المكان المظلم، يلفني ذهولٌ أنساني ألم الوجه المنتفخ، والأسنان المتكسرة، كيف أستطيع - أنا الأخرس- أن أشرح لهم أنني فقط أشرت طالباً ارغفةً أربعة، لأبناءٍ ينتظرون عودتي إليهم...جائعين..!)
يلامس الكاتب مصطفى عوض موضوع الحرية ملامسة مباشرة لامواربة فيها، ويعتمد على مفارقة ليست مفتعلة، بل هى وليدة صدفة برئية جدا، فالراوى أخرس ، جاء الى المخبز لشراء أربعة أرغفة لأولاده الجائعين، وكونه أخرس ، من الطبيعى أن يستخدم لغة الإشارة للإفصاح عن مكنون نفسه وطلب الأرغفة، لكن يبدو أنه قد جاء فى توقيت خاطئ ، حيث صادف مسيرة احتجاجية تعنى ذات الإشارة فيها معنى مختلفا، فكان نصيبه الإعتقال والإهانة تحت وطأة سوء الفهم لإشارته البريئة من قبل طرف ثالث هو السلطة الحاكمة، هونص جيد ، فيه مفارقة نموذجية بين فعل برئ ورد فعل قاس وتفسير متعسف للفعل البرئ.تذكرنا القصة بفيلم البرئ للمخرج الراحل عاطف الطيب من بطولة النجم الراحل احمد زكى الذى بنى على مفارقة مماثلة.وقد كتب قصة الفيلم وحيد حامد. في قصة (طريق) يعود الى موضوعه الأثير: (حافيةً تجري وراءه
- عد يا بني...عد يا بني
بينما الخطى الواسعة، تلتهم بقسوة، ما تبقى من صراخها...وراء النعش..! )
التحليل: نص مرعب ونهاية صادمة، تصوير بديع لانفطار قلب أم تنادى غائباً ليس بمقدوره أن يسمعها أو يجيبها. نص رائع فى معناه ومبناه وتكثيفه وعنوانه وخاتمته المتوهجة.النص يبدأ بمشهد سينمائي تتوافر فيه كل تقنيات السينما( امرأة حافية القدمين تلهث ركضا خلف نعش يسرع حاملوه به كأنهم يهربون منها ولكن صرختها تظل ترن وهى تطلب من ابنها المسجى أن يعود.....) الروعة هى ان هذا المشهد الماستر السين بلغة السينما موجز فى عشرين كلمة فقط. ونلاحظ تكرار مغازلة فكرة الموت وأثره القاسي على الأحياء مشهد الأم وهى تطارد جثمان الميت بالدموع يبدو مشهدا منتزعا من الذاكرة الشخصية لطفل وجد نفسه باكرا امام الاسئلة الكونية الكبري حول الحياة والموت دون أن يكون مستعدا لذلك. في قصة (ستار) يعالج الموضوع نفسه:
(بهدوء، تفتح الباب، تمشي على أطراف أصابعها، أراقبها بعينٍ نصف مفتوحةٍ بينما تزيح الستائر، تفتح الشباك؛ فينسكب الضوء، يفجأ ليل الغرفة الساكن؛ أزيح الغطاء، و أستوي جالساً، أبتسم حين أراها ترتب اغراضي، تعيد تنظيم خزانة الملابس، تمسح الغبار عن صورتي المعلقة على الحائط، تضمها في حنو، أقوم إليها..أضع يدي على كتفها..تدور بسرعة..تتلفت يميناً، ويساراً، دامعةً تعيد الصورة، تقف قليلاً وسط الغرفة، تتسلل خارجةً..بهدوء..!)
نحن أمام نص مؤثر في تصويره للحظات في حياة أرملة، الراوى هو الزوج الراحل، نلاحظ تكرار فكرة الموتى الذىن ينهضون من موتهم ويتحدثون فى نصوص كثيرة مع اختلاف المعالجة والمشهد المروي.لكن المميز فى هذا النص للكاتب مصطفى عوض هو ذلك الحس الإنسانى الرفيع فى تصوير مشاعر الأرملة تجاه الزوج الراحل، ذلك التصوير الدقيق المتمهل تمهلا لم يزعج قداسة التكثيف عند نقاد القصة القصيرة جدا. وهذا وجه البراعة والإحكام والتميز فيه، الملمح الثانى الصدق الفنى، فلو لم يكن السرد عن مشاعر أنثى لقلنا ان النص ينتمى الى السيرة لفرط دقة التصوير فيه..والنص امتداد للنصوص السابقة التى دارت حول الموضوع نفسه.
ثم يقدم لقطة مرعبة في قصته(لقطة ) :
(دوى الإنفجار، إندفع خارجاً، تأمل الدمار والأشلاء، عاد مسرعاً ليلتقط الكاميرا، تعثر في رأسه الملقى عند الباب يحدق في الفراغ..!)
النص مبهر ونهايته المروعة بالذات هى مكمن قوته وتميزه. وهو يضاف الى باقة نصوص الكاتب المميزةالتى عالجت ثنائية الحياة والموت.النص يصور عبثية الحياة وقسوة عالمنا المعاصرفالقتيل صحفى يتابع الأحداث بكاميرا ليوثقها وينقل الحقيقة ، فيصير هو نفسه جزءا من الحدث ويقطعوا رأسه الذى يتحول الى كاميرا تحدق فى الفراغ، بينما جسده يتجول فى الأنقاض . هى صورة مروعة للموت تتطابق كثيرا مع ابيات شعرجميلة لنزار قبانى تصوره (الموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ). ثم ينتقل الى موضوع الحرية والاستبداد عبر نصه الموسوم ب (غابة)
(من كوةٍ في العرين، يطل برأسه، تستقبله الهتافات الهستيرية:
عاش الأسد...عاش الأسد
يلقي نظرةً خاطفةً على جنوده المدججين بالمخالب، يدخل مزهواً ليتأمل صورته في المرآة، يصعقه وجه الضبع، بأنيابٍ تقطر الدماء..! )
هو نص يصور نشوة السلطة ونفاق المنافقين لها، فالملك جبان الى حد انه لايستطيع المواجهة الا عبر كوة صغيرة فى جدار مصنوع بينه وبين الجماهير الغاضبة، ولكن الهتيفة يصفونه مع هذا الجبن الواضح بأنه أسد هصور،فيصدق ، ولكن المرآة تريه الحقيقة عارية، فتعريه من الثوب الذى البسه له المنافقون. هو نص رائع جدا ومحكم جدا.ولاينقصه التكثيف .
في قصته(بشائر)يستخدم السخرية كتقنية سرد (في الحديقة يصطاد العصافير, يقطع الرؤوس، ويجمعها في خيطٍ طويل..
-اي مستقبلٍ ينتظر هذا الولد؟!
تشهق الأم
يبتسم الاب:
-سيكون وزيرا للدفاع!)
هذا نص يجسد كيفية استخدام السخرية كخاتمة متوهجة للقصة القصيرة جدا، فتبسم الأب وتنبؤه بأن ابنه حسب أفعاله فى الطفولة وهى كلها أفعال معادية للبشر، سيكون وزيرا للدفاع، هذا التنبوء بما يتضمنه من اسقاط سياسي يجعل النص الساكن فى مدخله يتوهج ويمتلئ بالحيوية والحركة.ولكن ذلك لايحجب العيب الجوهرى لإستخدام السخرية لبناء المفارقة، فالسخرية تتضمن بطبيعتها تقريرا وموقفا مباشرا لايحتاج الى بحث عن محموله ومغزاه، السخرية تقرب النص القصصي القصير جدا الى النكتة السياسية. لكن النص مع ذلك يتضمن تجربة ابداعية مميزة فيها مقاربة لتقنية كتابة معقدة ومحفوفة بالمخاطر.هذا نص مثير للجدل والأسئلة وذلك وحده نجاح. ويعود الكاتب بإصرار لتناول موضوع الحياة والموت فى قصته( اغتيال)
(غارقٌ في بركةٍ من دماء، عيناي تحدقان في الفراغ، وشفتاي يتناثر منهما الزبد، رائحة الموت طازجةٌ جداً، وشهية، تغري بمزيدٍ من الالتصاق بالرصيف الملتهب، شبح ابتسامةٍ ظلل طرف فمي، صاح المخرج:
-كااااات، أفسدت بهاء المشهد
أشاح بيده، من العتمة، خرج رجلان، كفناني بأوراق الجرائد، حملاني خارج الإطار، بينما يدهسان لحمي المتناثر على الأرض، وجدتني أضحك، أضحك حد الدموع..!)
السؤال الجوهرى فى هذا النص من هو المخرج؟ ولماذا رأي في ابتسامة القتيل افسادا للمشهد؟ النص نص مرواغ فهو يصور لحظة استشهاد بطل ويصور انزعاج الجلاد المشار اليه بالمخرج من ثبات البطل فى وجه الموت، وجه الشبه بين المخرج وبين الجلاد أن كلا منهما يمسك أو يظن أنه يمسك بخيوط اللعبة وحده ويتكم فى مصائر الاخرين كيفما شاء،لذلك انزعج المخرج الجلاد من ابتسامة عند اعتاب الشهادة ظللت وجه شهيد فهى ابتسامة خطيرة وملهمة. هنا يظهر أثر تطور الوعى السياسي للكاتب الذى لم يعد طفلا يرعبه الموت الذى كان مأساة شخصية تمثلت فى رحيل الأب، بل بات الموت فعل مقاوم يحرض على الحياة. هكذا تطورت المواجهة مع الموت من كونه مأساة شخصية الى كونه صراع أزلى من أجل الحرية بين بطل يرفض القيود وجلاد يريد فرض قيوده حتى عند لحظة الموت. في قصته (ذاك المساء) التى تقرأ:(وقف الشتاء على باب شرفتي، دق برفق، رفضت أن أفتح؛ فتسلل برداً عبر تضاعيف الشباك..وسكن بين ضلوعي..!) يقارب مصطفى عوض موضوعاً آخراً أثيراً لديه هو موضوع المقاومة والهزيمةعبر تصوير صراع الانسان مع الطبيعة فى هذا النص الساحر، فالرجل قاوم الشتاء بإغلاق الابواب فى وجهه، فاذا بالشتاء يسكن عظامه وهو يخرج لسانه ساخراً. وفى قصته (رزق):(نهارٌ كاملٌ من الانتظار،يختلس النظر إلى (مخلاة) جاره الممتلأة عن آخرها،تغرب الشمس ؛ فيعيد الجار الأسماك إلى البحر، ينطلق بسيارته مبتعداً
بينما يرجع هو -منكسراً- بمخلاةٍ فارغة
تماماً كبطون أبنائه الصغار..!) يقارب الكاتب موضوع الغنى والفقر، والتخمة والجوع، فالرجل يصطاد السمك لأجل اطعام صغاره فيعود خاوى الوفاض، وجاره فى الصيد يمارس الصيد ترفا وقتلا للوقت فيعيد ماصاده للبحر لانه ليس بحاجة اليه، انها صورة موجعة وقاسية من صور الحياة، فكم من بلاد عربية نفطية تتخلص من فضلات طعام دسم في سلال المهملات وكم من فقراء ينقبون فى بلاد عربية أخرى مع القطط والكلاب الضالة في الفضلات عما يسد الرمق.
عالم (مصطفى عوض )عالم يشبه تماما عالم كل الشباب العربي المعاصر، عالم الأفق المسدود المحاصر بالموت والدمار والفقر والطغاة والقتلة المأجورين المتسترين بالظلام والأردية الرسمية ، عالم تداس فيه الحرية بالاقدام الغليظة وتصادر فيه الحرية وتقطع الرؤوس بسبب كلمة الحق، وتركض الأمهات خلف نعوش ابنائهن ويحاصرهن الموت من كل صوب وناحية، انه عالم الربيع العربي المزعوم، عالم الزهور الذابلة والدموع والأطفال الذين ينقبون في الفضلات مع الكلاب الضالة. أنه شاب يعيش بيننا وفى كل واحد منا، هو قطعا ليس شابا عاش منذ ألف عام، بل هو مثلنا واقف على حافة المذبحة ممزق الروح والأظفار وهو يصرخ مع أمل دنقل:
أيها الواقفون على حافة المذبحة
أشهروا الأسلحة!
سقط الموت، وانفرط القلب كالمسبحة.
والدم انساب فوق الوشاح!
المنازل أضرحة،
والزنازن أضرحة،
والمدى.. أضرحة
فارفعوا الأسلحة
واتبعوني!
أنا ندم الغد والبارحة
رايتي: عظمتان.. وجمجمة،
وشعاري: الصباح!
وهكذا هى القصة القصيرة جدا :صرخة احتجاج ضد الظلم والظلمة ونحت بالأظافر من أجل الحرية والكرامة الإنسانية.
صلاح الدين سر الختم على
الخرطوم
الثالث من مايو 2014

