مساهمة
في اللقاء التحضيري الثانى لملتقي القصة القصيرة جدا( الأردن)
تمضى القصة القصيرة جدا بثبات الى الأمام وتكسب في كل يوم جديد أرضا جديدة، وتتحول بالسرد من فن صفوي تمارسه فئات منتقاة محدودة الي فعل جماهيري واسع، وبسبب طبيعتها التى تجعل منها قابلة للقراءة والنشر بشكل أوسع وعبر كل الوسائط الإعلامية بسهولة ويسر شديدين ، انتشرت القصة القصيرة جدا وسط المثقفين انتشار النار في الهشيم، ولم يفقدها ذلك الأنتشار تميزها وشروط انتاجها الخاصة، ولم تفقد تقاليدها النقدية التى ولدت معها وتطورت مع انتشارها وكثرة المشتغلين عليها،ولعل من اللافت للنظر أن انتشار القصة القصيرة جدا واستفادتها من الشبكة العنكبوتية العملاقة في توحيد الأفكار وتقاليد الكتابة وشروطها وتبادل تجارب الكتابة الإبداعية والمعارف النقدية المتعلقة بهذا الفن ، وبناء شبكات واسعة تربط بين المهتمين بهذا الفن من كتاب ونقاد وقراء ربطا محكما ويوميا، هذا كله لم يماثله مطلقا شئ آخر بالنسبة للقصة القصيرة والرواية والشعر، وهذه نقطة جديرة بالتوقف عندها والتساؤل( من أين أتى هذا الفن الوليد بكل هذه الجاذبية والحيوية التى أضفت عليه وعلى عالمه هذا التميز؟!)
في اعتقادى ان هناك عدة عوامل منحت القصة القصيرة جدا هذا الالق الخاص وهذه الطبيعة التفاعلية وهذه القدرة على الإنتشار:
1/ العامل الأول: عنصر الإيجاز:كون القصة القصيرة جدا قائمة على ضغط الأفكار والصور والأحداث في كبسولة صغيرة محكمة فهذا هو ما ميزها عن غيرها من فنون الكتابة ألإبداعية فالوسائط الإعلامية الحديثة بطبيعتها تتقبل النصوص القصيرة جدا في كل شئ ولاتجد عناء في نشرها، ومستخدموها يحبون النصوص المضغوطة ويعرضون عن النصوص المترهلة الطويلة، فالعصر اللاهث لايتيح وقتا لذلك.الإيجاز ركن من اركان القصة القصيرةجدا وهو أحد أسباب تفردها وجاذبيتها وانتشارها.
العامل الثانى: طبيعة القصة القصيرة جدا التفاعلية:القصة القصيرة جدا مغامرة مشتركة بين الكاتب والقارئ بطبيعتها، فهى تكتب عمدا ناقصة، أو فلنقل فيها شئ مضمر وخفى وغير مصرح به، وهناك تواطؤ مسبق بين الكاتب والقارئ على اخفائه واضماره ووضع علامات دالة عليه، ولذة قراءة النص هى الإكتشاف للمضمر والبحث عن المخبوء، و الاكتشاف والبحث يضفيان على النص طابعا تفاعليا، فالنص لايكتمل إلا بتحقق التفاعل البحثى الإكتشافي معه. وهذا الطابع موجود بدرجة أقل في القصة القصيرة والرواية ويكاد ينعدم في الكتابة النثرية والشعر، فطول النصوص يقلل من الخاصية التفاعلية.
العامل الثالث:سهولة هضم النص القصير جداً: سهولة هضم النص القصير جدا مقارنة بالنصوص الطويلة تجعل أمكانية التفاعل مع النص القصير جدا أكبر من غيره، فالقارئ للرواية والقصة القصيرة قد يتوقف عن القراءة وتتشتت أفكاره ويصعب عليه اعادة تجميعها، بينما قارئ القصة القصيرة جدا يكون تحت تأثير سطوة النص من بدايته الى نهايته وهو في حالة وجدانيةخاصة تقربه من روح النص ، وينفتح عليه وعلى اسئلته انفتاحا مباشرا وطازجا. وبطبيعة النص القصير جدا تتوفر امكانية الحوار معه والتعليق الآنى عليه. وهذا الأمر يشجع الكاتب على الكتابة والقارئ على القراءة. ويخلق تجاذبا مماثلا لتجاذب المغناطيس، تجاذب يجعل القراءة حالة لاتنتهى من المتعة والاستمتاع والتوهج الروحى والعقلي.
العامل الرابع: محدوديةمشهدية النص القصير جدا: محدودية مشهدية النص القصير جدا،أى كونه مكون من لقطة أو لقطات قصيرة جدا وسريعة ، تجعل الإمساك بالجوهرى فيه( اللحظة الهاربة) متاحا، وتجعل الألمام بالتفاصيل المسكوت عنها مهمة مسندة لخيال القارئ الفسيح ، بذلك يمتد النص في ذاكرة المتلقي وعقله وخياله فيولد النص مع كل قراءة وقارئ من جديد، فيتحقق تفاعل أكبر من التفاعل مع النصوص الطويلة المترهلة ذات المشاهد الكثيرةالتى توصد الأبواب أمام القارئ وخياله وتوقفه من القراءة والتفاعل وتقلل من قدراته في استخلاص نصوص من النص. قراءة الرواية مثلا تختلف كثيرا من قراءة القصة القصيرة جدا، وتفاعل القارئ معها يختلف كثيرا عن تفاعله مع القصة القصيرة جدا، الرواية تعتقل القارئ في عالمها وشخوصها، بينما القصة القصيرة جدا حمامة تحمل القارئ على جناحيها وتحلق به في عوالم لاحدود لها وليس فيها كلمة ختام أو نهاية.فهى تطلق خيال القارئ وتفتح الباب لاشتراكه في كتابة النص في خياله واستنطاقه وإسقاط مايشاء عليه وتأويله.
العامل الخامس: بساطة القالب الفنى للقصة القصيرة جدا: القصة القصيرة جدا لها قالب بسيط مرن، وبعيدا عن كل تعقيدات النقاد ومصطلحاتهم شق كثير من المبدعين طريقهم في فضاء القصة القصيرة جدا من خلال عمليات التناص( أي امتصاص النصوص السابقة والنسج على منوالها)، ولعلنا لو سألنا كل مبدع لهذا الفن عن معلمه الأول فستكون الإجابة أنه الإفتتان بنصوص مبدعين آخرين ثم النسج على منوالها، ويساهم النشاط التفاعلي العالي والمتواتر في مجموعات القصة القصيرة جدا المنتشرة بكثافة في الشبكة العملاقة في تطوير تجارب المبدعين ومعالجة أوجه قصورها ، فكل تعليق وتحليل للنص يحمل فائدة مزدوجة لكاتبه وقراءه على حد السواء، بحيث بات الفضاء الإسفيري عبارة عن ورشة تفاعلية متجددة. وهذا التفاعل وهذه الخاصية لم تحدث بالنسبة لأي جنس أدبي آخر.
العامل السادس: إنعتاق القصة القصيرة جدا من أسر النقد التقليدي: ولدت القصة القصيرة جدا وولدت معها حركة نقدية فاعلة ومتخصصة لصيقة بها، كسرت القصة القصيرة جدا طوق الصمت المفروض على القصة القصيرة والرواية في معظم الأوقات، فالصمت وقلة النقاد وقلة المنتوج النقدى فيما يتعلق بالقصة والرواية أثر على انتشارها وكذلك القصة القصيرة، لكن القصة القصيرة جدا نفدت بجلدها من حلقات النقاد الضيقة ومن صفوية النقد وخلقت حركة نقدية فاعلة معها، قوام تلك الحركة تفاعل المشتغلين في هذا الفن مع نصوص بعضهم البعض ولعبهم دورا مزدوجا( الكتابة لنصوص خاصة والقراءة لنصوص الآخرين وتحليلها) وتمازج نشاط النقاد المولعين بهذا الجنس الأدبي مع ذلك الزخم، فظلت القصة القصيرة جدا تسبح فوق أنهار من النشاط النقدي على إختلاف مستويات تناول النقاد. هذه الحركة النقدية النشطة جذبت أقساما كبيرة من الكتاب والمثقفين الى حلبة القصة القصيرة جدا. وتولد عن ذلك كتاب جدد ونقاد جدد. واللافت للنظر أن ذلك الزخم لم يؤثر على جنوح قالب القصة القصيرة جدا نحو البساطة والإستقرار على شروط انتاج تكاد تكون موحدة وموجودة في جميع النصوص. فقد ظل القاسم المشترك للقصة القصيرة جدا هو ( وجود حكاية/ الإيجاز والتكثيف/الخاتمة المتوهجة/ الإضمار لمغزى(المفارقة)/ العنوان الموارب الذى يكون جزءا من لعبة الإضمار(.
أن ادراك الكتاب لطبيعة فن القصة القصيرة جدا يتزايد مع كل تجربة كتابة نص جديد ومع كل قراءة لنص جديد، لذلك يمكن القول أن مستقبل القصة القصيرة جدا رهين بتلك الممارسة الإبداعية المتجددة وذلك الزخم التفاعلي غير المحدود المصاحب لها والذى يتسع باتساع حركة النشر الإلكترونى والورقي اتساعا لاحدود له في كل يوم جديد، وفي كل صباح جديد تزداد القصة القصيرة جدا ثراء وتنوعاً وإحكاماً، وتزداد لغتها الإشارية غنى وثراءً. لعله آن الوقت لنقول أننا نعيش عصر القصة القصيرة جدا.
صلاح الدين سر الختم على
السودان
مروى
8 يونيو 2014
تمضى القصة القصيرة جدا بثبات الى الأمام وتكسب في كل يوم جديد أرضا جديدة، وتتحول بالسرد من فن صفوي تمارسه فئات منتقاة محدودة الي فعل جماهيري واسع، وبسبب طبيعتها التى تجعل منها قابلة للقراءة والنشر بشكل أوسع وعبر كل الوسائط الإعلامية بسهولة ويسر شديدين ، انتشرت القصة القصيرة جدا وسط المثقفين انتشار النار في الهشيم، ولم يفقدها ذلك الأنتشار تميزها وشروط انتاجها الخاصة، ولم تفقد تقاليدها النقدية التى ولدت معها وتطورت مع انتشارها وكثرة المشتغلين عليها،ولعل من اللافت للنظر أن انتشار القصة القصيرة جدا واستفادتها من الشبكة العنكبوتية العملاقة في توحيد الأفكار وتقاليد الكتابة وشروطها وتبادل تجارب الكتابة الإبداعية والمعارف النقدية المتعلقة بهذا الفن ، وبناء شبكات واسعة تربط بين المهتمين بهذا الفن من كتاب ونقاد وقراء ربطا محكما ويوميا، هذا كله لم يماثله مطلقا شئ آخر بالنسبة للقصة القصيرة والرواية والشعر، وهذه نقطة جديرة بالتوقف عندها والتساؤل( من أين أتى هذا الفن الوليد بكل هذه الجاذبية والحيوية التى أضفت عليه وعلى عالمه هذا التميز؟!)
في اعتقادى ان هناك عدة عوامل منحت القصة القصيرة جدا هذا الالق الخاص وهذه الطبيعة التفاعلية وهذه القدرة على الإنتشار:
1/ العامل الأول: عنصر الإيجاز:كون القصة القصيرة جدا قائمة على ضغط الأفكار والصور والأحداث في كبسولة صغيرة محكمة فهذا هو ما ميزها عن غيرها من فنون الكتابة ألإبداعية فالوسائط الإعلامية الحديثة بطبيعتها تتقبل النصوص القصيرة جدا في كل شئ ولاتجد عناء في نشرها، ومستخدموها يحبون النصوص المضغوطة ويعرضون عن النصوص المترهلة الطويلة، فالعصر اللاهث لايتيح وقتا لذلك.الإيجاز ركن من اركان القصة القصيرةجدا وهو أحد أسباب تفردها وجاذبيتها وانتشارها.
العامل الثانى: طبيعة القصة القصيرة جدا التفاعلية:القصة القصيرة جدا مغامرة مشتركة بين الكاتب والقارئ بطبيعتها، فهى تكتب عمدا ناقصة، أو فلنقل فيها شئ مضمر وخفى وغير مصرح به، وهناك تواطؤ مسبق بين الكاتب والقارئ على اخفائه واضماره ووضع علامات دالة عليه، ولذة قراءة النص هى الإكتشاف للمضمر والبحث عن المخبوء، و الاكتشاف والبحث يضفيان على النص طابعا تفاعليا، فالنص لايكتمل إلا بتحقق التفاعل البحثى الإكتشافي معه. وهذا الطابع موجود بدرجة أقل في القصة القصيرة والرواية ويكاد ينعدم في الكتابة النثرية والشعر، فطول النصوص يقلل من الخاصية التفاعلية.
العامل الثالث:سهولة هضم النص القصير جداً: سهولة هضم النص القصير جدا مقارنة بالنصوص الطويلة تجعل أمكانية التفاعل مع النص القصير جدا أكبر من غيره، فالقارئ للرواية والقصة القصيرة قد يتوقف عن القراءة وتتشتت أفكاره ويصعب عليه اعادة تجميعها، بينما قارئ القصة القصيرة جدا يكون تحت تأثير سطوة النص من بدايته الى نهايته وهو في حالة وجدانيةخاصة تقربه من روح النص ، وينفتح عليه وعلى اسئلته انفتاحا مباشرا وطازجا. وبطبيعة النص القصير جدا تتوفر امكانية الحوار معه والتعليق الآنى عليه. وهذا الأمر يشجع الكاتب على الكتابة والقارئ على القراءة. ويخلق تجاذبا مماثلا لتجاذب المغناطيس، تجاذب يجعل القراءة حالة لاتنتهى من المتعة والاستمتاع والتوهج الروحى والعقلي.
العامل الرابع: محدوديةمشهدية النص القصير جدا: محدودية مشهدية النص القصير جدا،أى كونه مكون من لقطة أو لقطات قصيرة جدا وسريعة ، تجعل الإمساك بالجوهرى فيه( اللحظة الهاربة) متاحا، وتجعل الألمام بالتفاصيل المسكوت عنها مهمة مسندة لخيال القارئ الفسيح ، بذلك يمتد النص في ذاكرة المتلقي وعقله وخياله فيولد النص مع كل قراءة وقارئ من جديد، فيتحقق تفاعل أكبر من التفاعل مع النصوص الطويلة المترهلة ذات المشاهد الكثيرةالتى توصد الأبواب أمام القارئ وخياله وتوقفه من القراءة والتفاعل وتقلل من قدراته في استخلاص نصوص من النص. قراءة الرواية مثلا تختلف كثيرا من قراءة القصة القصيرة جدا، وتفاعل القارئ معها يختلف كثيرا عن تفاعله مع القصة القصيرة جدا، الرواية تعتقل القارئ في عالمها وشخوصها، بينما القصة القصيرة جدا حمامة تحمل القارئ على جناحيها وتحلق به في عوالم لاحدود لها وليس فيها كلمة ختام أو نهاية.فهى تطلق خيال القارئ وتفتح الباب لاشتراكه في كتابة النص في خياله واستنطاقه وإسقاط مايشاء عليه وتأويله.
العامل الخامس: بساطة القالب الفنى للقصة القصيرة جدا: القصة القصيرة جدا لها قالب بسيط مرن، وبعيدا عن كل تعقيدات النقاد ومصطلحاتهم شق كثير من المبدعين طريقهم في فضاء القصة القصيرة جدا من خلال عمليات التناص( أي امتصاص النصوص السابقة والنسج على منوالها)، ولعلنا لو سألنا كل مبدع لهذا الفن عن معلمه الأول فستكون الإجابة أنه الإفتتان بنصوص مبدعين آخرين ثم النسج على منوالها، ويساهم النشاط التفاعلي العالي والمتواتر في مجموعات القصة القصيرة جدا المنتشرة بكثافة في الشبكة العملاقة في تطوير تجارب المبدعين ومعالجة أوجه قصورها ، فكل تعليق وتحليل للنص يحمل فائدة مزدوجة لكاتبه وقراءه على حد السواء، بحيث بات الفضاء الإسفيري عبارة عن ورشة تفاعلية متجددة. وهذا التفاعل وهذه الخاصية لم تحدث بالنسبة لأي جنس أدبي آخر.
العامل السادس: إنعتاق القصة القصيرة جدا من أسر النقد التقليدي: ولدت القصة القصيرة جدا وولدت معها حركة نقدية فاعلة ومتخصصة لصيقة بها، كسرت القصة القصيرة جدا طوق الصمت المفروض على القصة القصيرة والرواية في معظم الأوقات، فالصمت وقلة النقاد وقلة المنتوج النقدى فيما يتعلق بالقصة والرواية أثر على انتشارها وكذلك القصة القصيرة، لكن القصة القصيرة جدا نفدت بجلدها من حلقات النقاد الضيقة ومن صفوية النقد وخلقت حركة نقدية فاعلة معها، قوام تلك الحركة تفاعل المشتغلين في هذا الفن مع نصوص بعضهم البعض ولعبهم دورا مزدوجا( الكتابة لنصوص خاصة والقراءة لنصوص الآخرين وتحليلها) وتمازج نشاط النقاد المولعين بهذا الجنس الأدبي مع ذلك الزخم، فظلت القصة القصيرة جدا تسبح فوق أنهار من النشاط النقدي على إختلاف مستويات تناول النقاد. هذه الحركة النقدية النشطة جذبت أقساما كبيرة من الكتاب والمثقفين الى حلبة القصة القصيرة جدا. وتولد عن ذلك كتاب جدد ونقاد جدد. واللافت للنظر أن ذلك الزخم لم يؤثر على جنوح قالب القصة القصيرة جدا نحو البساطة والإستقرار على شروط انتاج تكاد تكون موحدة وموجودة في جميع النصوص. فقد ظل القاسم المشترك للقصة القصيرة جدا هو ( وجود حكاية/ الإيجاز والتكثيف/الخاتمة المتوهجة/ الإضمار لمغزى(المفارقة)/ العنوان الموارب الذى يكون جزءا من لعبة الإضمار(.
أن ادراك الكتاب لطبيعة فن القصة القصيرة جدا يتزايد مع كل تجربة كتابة نص جديد ومع كل قراءة لنص جديد، لذلك يمكن القول أن مستقبل القصة القصيرة جدا رهين بتلك الممارسة الإبداعية المتجددة وذلك الزخم التفاعلي غير المحدود المصاحب لها والذى يتسع باتساع حركة النشر الإلكترونى والورقي اتساعا لاحدود له في كل يوم جديد، وفي كل صباح جديد تزداد القصة القصيرة جدا ثراء وتنوعاً وإحكاماً، وتزداد لغتها الإشارية غنى وثراءً. لعله آن الوقت لنقول أننا نعيش عصر القصة القصيرة جدا.
صلاح الدين سر الختم على
السودان
مروى
8 يونيو 2014
No comments:
Post a Comment