21 أبريل، 2012، الساعة 11:00 صباحاً
دراسة نقدية
الجزء الثالث من الدراسة
مظاهر الميثولوجيا فى رواية توترات القبطى
في هذا المحور من الدراسة نتابع تحليل وتفكيك بنية نص توترات القبطي لامير تاج السر وفق منهجية محددة تبتغي بالاشتغال علي النص الروائي انتاج معرفة بالنص من خلال محاورته والكشف فيه عن مضمره وعن آليات وشروط انتاجه، ومحور الحكايات الاسطورية أو العجيبة أو العجائبية(الميثولوجيا) محور مهم للتعرف علي النص والتعريف به ، فالنص يعج بالاساطير ومظاهرها وتجلياتها وهي لم تحشد حشدا عشوائيا،كما سنبين، بل لها وظيفة محددة، في هذا المحور من الدراسة.نحاول التعريف بالمصطلح والبحث عن مظاهر وتجليات الميثولوجيا فى رواية توترات القبطى وبعد ذلك نستعين بالنص الروائى في تتبعنا لتلك التجليات والمظاهر، قاصدين بذلك أبراز منهجية البحث وفروضه وما آلت اليه في الختام.
والميثولوجيا تعنى الاساطير والكرامات والخرافات وكل فكر مناقض للفكر العقلانى ) (1)واذا ارتبطت الميثولوجيا بحياة العوام اساسا الا انها وظفت حتى فى العصر الحديث فى السياسة لدرجة انها شكلت على سبيل المثال لب المشروع الصهيونى الذى تمخض عن تأسيس دولة اسرائيل ، وبرغم إستنادها الى الخيال فهى تنطوى على حقائق تاريخية ثانويةفى طياتها الامر الذى اهلها لتكون احد مصادر علم التاريخ ، ومع انها وليدة تفكير العوام ، فقد عبرت عنه فى لغات رامزة لها ، وقد اعتبرها البعض نوعا من الفلسفة البدائية تـأسيسا على شمولية رؤاها . لذلك اصبحت موضوعا للبحث والدرس والاستقصاء والتحليل والاستنباط من قبل المؤرخين والفلاسفة وعلماء النفس باعتبارها معرفة غاية فى الثراء والتعقيد ، وبالغة الاهمية فى دلالاتها كابداع جمعى عرفته المجتمعات الانسانية قاطبة طوال تاريخها . وهى تجمع بين المعقول والا معقول ، وبين الواقع والخيال ، وبين الوقائع السلوكية والمثل العليا.
وتنطوى الميثولوجيا علي بعد ديني، خصوصا ما تعلق ب(الكرامة) التي هي وثيقة الارتباط بالاسطورة، من حيث نشأتهما معا في مناخ اجتماعي واحد، تبادلا من خلاله آلية التأثير والتأثر، هذا فضلا عن تمحور كل منهما حول (البطل) ذي القدرات الخارقة التي تتجاوز منطق الواقع وقوانين الزمان والمكان،ليحقق الحلم الجمعي وفق ارادته المطلقة. كما اشتركتا في الطابع الخيالي واللغة الرامزة المقنعة والموحية دون تصريح. وقد تناول ابن خلدون في مقدمته موضوع الكرامات والسحر والشعوذة واعتبرها علما سماه ( علوم السحر والطلسمات). وآمن ميكافيلي بان المنجمين وقراء الطالع استطاعوا التنبؤ بالكوارث الكبري قبل حدوثها.
وتعد السير والملاحم الشعبية أهم ما ابدعه العقل الجمعي والوجدان الشعبي صلة بالتاريخ ، بالرغم مما تنطوي عليه من خيال، اذ تدور حول سير ابطال وملاحم شعوب كان لهم وجود حقيقي في صياغة التاريخ.(2(
1– د . محمود اسماعيل / الاسطغرافيا و الميثولوجيا / رؤية للنشر 2009
2-أرنست كاسيرو/ الدولة والاسطورة/ الترجمة العربية.
الحكاية العجائبيةأوالعجيبةأو الاسطورة وكيفية بنائها:
ثمة ارتباك بين النقاد في استخدام المصطلح لوصف الاسطورة أو الحكاية الخرافية، فبعضهم أستخدم مصطلح الحكاية العجائبية* أوالحكاية العجيبة وبعضهم أستخدم مصطلح (الحكاية العجيبة ) فقط** وبعضهم أستخدم مصطلح الميثولوجيا***، ويفسر الناقد سعد يقطين الحكي العجائبي بانه الخرافي حين يقول:( يقصد بالحكي العجائبي (الخرافي) مختلف الأنماط الحكائية السردية التي تتشكل منها الحكاية العجائبية، العجائبي نمط سردي يمكن ان يحضر في الحكاية العجيبة أو السيرة الشعبية أو الرواية أو افلام الرعب.)****
وتبني الحكاية الخرافية أو العجيبة أو الميثولوجية من حيث الشكل الهيكلي علي بناء ثلاثي المظهر، حيث تبتدئ بحدوث نقص ما يؤدي الي خروج البطل عن عالمه المألوف الي العالم المجهول.
ويكون ذلك النقص مرضا أو حادثا أو مسخا......الخ.
ثم تبني الحكاية العجيبة علي الفعل الخارق للبطل كرد فعل علي النقص، وتستند علي تركيب سردي يقوم علي المصادفة التي لاتنتقص من قيمة البناء الداخلي للحكاية بقدر ما تدفع الاحداث المتراكمة الي تحقيق الوحدة الملحمية المثالية، مثال ذلك مصادفة ان الغول الذي ينام عاما كاملا في سيرة فاطمة السمحة كان نائما عند حضور أبني عمها حسن وحسين لتحريرها من أسره.
وتقوم الحكاية العجيبة علي تكرار بعض الوحدات الدلالية، الضرر ورفع الضرر، لتبرز قانون التناقض بين القيم الانسانية: الشجاعة والجبن/ التسامح والغيرة/ القناعة والطمع.
أن موضوع رواية(توترات القبطي) بطبيعته موضوع تحفه الأساطير التي ظلت ترافق سيرة الثورة المهدية علي طول الطريق منذ ان كانت نطفة في رحم التاريخ حتي اشتعالها وصيرورتها واقعا وانتصارها وخبو جذوتها وانكسارها وهزيمتها،وحتي بعد ان باتت في ذمة التاريخ، فظلت الأساطير والخرافات تطاردها وتلاحق سيرتها وسيرة ابطالها وقائدها.وأختلطت بعض أكاذيب الحرب النفسية وتزوير التاريخ لخصومها بتلك الاساطير.لذلك فأن الشئ الطبيعي أن يجئ أي نص أدبي يتكئ عليها ويتخذ منها أو من مسرح أحداثها موضوعا له، حافلا
*د سعيد يقطين/السرد العربي/ دار رؤية/2012 .يمثل هذا الاتجاه.
**د سعاد مسكين/ خزانة شهر زاد الأنواع السردية في الف ليلة وليلة/ دار رؤية/ استخدمت هذا المصطلح فقط.
*** د محمود اسماعيل/ الاسطغرافيا والميثولوجيا/ دار رؤية.
****سعد يقطين / الكلام والخبر/ مقدمة للسرد العربي .
بالأساطير هو الآخر، والا حكم علي نفسه بالموت وفقد قدرته علي الأيهام بواقعيته.فالأسطورة أذا موظفة في رواية (توترات القبطي) توظيفا محكما وتمثل استجابة واعية لشرط من شروط الكتابة الروائية ، وليست ترفا أو استعراضا لعضلات الكاتب، أو شيئا مقحما علي النص من خارجه. نتتبع مظاهر الميثولوجيا في الرواية من داخلها لشرح الأطار النظري عمليا وتبيين مدي مقدرة الرواية ومبدعها علي الاستجابة للأطار النظري.
أولا/شخصية المتقي والتجليات الصوفية
حرص الكاتب حرصا ظاهرا علي ابراز شخصية المتقي قائد الثورة كشخصية أسطورية بحتة،فعلي أمتداد الرواية لم يبرز المتقي بشخصه في أي مشهد، بل ظل دوما مفهوما وصورة متجلية في ذهن أتباعه وصوتا يأتي من المجهول ليدغدغ مشاعرهم ويلهبها، وظل دوما محورا للحكايات، حتي بالنسبة لمقهور الذي ادعي بنوته له، المتقي ليس أبا عاديا، بل هو صورة ورؤيا وحلم،وهذا التصوير يقارب المفهوم الصوفي للمهدي المنتظر، وقد ظهر التصوف منذ عصر صدر الاسلام متخذا صورة الزهد في الدنيا وترفها، والأمعان في التطهر والنسك والمبالغة في العبادة كرد فعل للأسراف في التمتع بالمباهج الحسية علي إثر الفتوحات الأسلامية وما أسفر عنها من نزعات دنيوية. وخلال القرن الثالث الهجري ،تحول الزهد المتطور الي عقيدة فلسفية تقول بوحدة الوجد وتجعل من الذوق أداة للمعرفة بدلا من العقل عند علماء الكلام والنص عند الفقهاء. وبفضل الحلاج تحول التصوف الي مفهوم ثوري أسلامي يستهدف مواجهة الظلم وتحقيق العدالة. وخلال القرن السادس ظهرت الفرق الصوفية وجندت المريدين والاتباع علي نطاق واسع. وعلي الرغم من انطلاق التصوف من الأسلام إلا انه تحول الي فلكلور في عصور انحطاط الحضارة العربية الاسلامية، فغص بالخرافات والشعوذة والأسراف في تقدير الأولياء الي حد التقديس.
نقتبس من نص التوترات:(و الأسئلة تنكتب في كل ذهن..لماذا لايظهر المتقي لأحبابه علنا، ولماذا يستعرضهم من بين الشقوق، ويجلدهم بالصوت من خلف خيمة، ولايمنحهم نوره الذي يودون أن يمسكوا به)*
(الكارور يفح معلنا بداية خطبة الإمام المتقي، وتحول الجميع الي أذن واحدة تود أن تمتص، وترتبط بذلك الحبل المبارك.)*
ويصر الراوي علي وصف صوت المتقي بأنه حبل وليس صوتا بشريا:( لم يكن صوتا كصوتي ولاصوت أبي ايام كان يملك صوتا، ولاصوت الأمير عبادي طلسم، ولا أي صوت آخر أستمعت اليه في حياتي كلها، كان حبلا غزير الأمتار، شدنا من أعماقنا، ومرغنا في التراب، شدنا من ثيابنا وعرانا، شدنا من رئات التنفس ، ولهث بنا، ورأيت المجندين وقد ترنحوا بلا مرؤة، والمعسكر الكبير، مجرد علبة من علب الصفيح، يتلاعب بها موج بحر هادر.)*
*توترات القبطي / ص154
عندما يصير الصوت حبلا يشد الناس فان صاحب الحبل يصبح أسطورة خارقة وليس أنسانا من لحم ودم
وهكذا يرتفع الراوي بالمتقي الي مصاف الأسطورةويجعل منه شئيا هلاميا غامضا
ويورد الراوي تفسير المتقي لعدم ظهوره لاتباعه فنجد تفسيرا صوفيا بحتا مفاده اتباعه للرؤيا:
(لا نضن عليكم بوجهنا طوعا يا أحباب... ولكن نتبع الرؤيا...نتبع الأمر...حتي يعم الخير..)*
ولايجب ان يغيب عن ذهن من يقرأ وصف المتقي ان الراوي هو عدو المتقي الذي يروي عنه، لذلك يجب ألا نتقبل كل صورة ووصف، بل ندقق فيما هو كامن من سم في الدسم. ولكن اللافت للنظر ان الكاتب اختار عامدا استبدال اسم المهدي باسم المتقي وفعل الشئ نفسه باسماء الأمكنة والشخوص في الرواية عامدا تحرير الرواية من قيود التاريخ وضيقه ليتثني للرواية محاورة التاريخ بحرية.
ان الكاتب يرسم صورة أسطورية لقائد الثورة عمدا حتي يحقق للنص ثراءه ويصبح للمغزي ظلال تشي به دون بوح ودون مصادرة لخيال القارئ الفسيح.
أسطورة الصبي مقهور المنصورأبن الحلم
وتحتوي الرواية علي أسطورة أخري تشكل أمتدادا لأسطورة المتقي، هي أسطورة الصبي مقهور الذي كان جنديا عاديا في كتيبة من كتائب الثوار، وفجأة أخذ يعلن انه ابن المتقي استنادا علي رؤيا حضرته ، فهو ابن الحلم المشترك وليس ابنا صلبيا مثل سائر بني البشر والمقصود هنا تكثيف ظلال أسطورة المتقي نفسه بهذه الكرامة من كراماته، ترد السيرة هكذا:( في سرية حاملي القوس والنبال، صبي ذو وجه طفولي مليح، لم يكن يعرف أحد من أين جاء، ولا دلت ملامحه الطفولية المليحة، عن قبيلته ينتمي اليها، وقد تردد همسا وسط جنود الكتيبة، ان مقهور حلم مرات عدة، بأنه ابن منسي للامام المتقي، ولد وتربي بعيدا عنه، وقد اخبره الحلم بانه سيجتمع بأبيه في أحد الايام.)**
يكون رد السلطة الزمنية ممثلة في قواد الكتيبة هو القبض علي الصبي وتعذيبه لاجباره علي الكف عن الهذيان، ويكف الصبي عن الهذيان مؤقتا ثم يقتل حارسا ويهرب، وبعد فترة من الزمن يعلنه المتقي قائدا للجيش محققا بذلك حلمه ومؤكدا مصداقيته ومصداقية الرؤيا التي أدعاها.وهكذا تكتمل الصورة الأسطورية بكرامة من الكرامات.دلالة الاسم مقهور الذي بات منصورا دلالة عميقة تضاف الي جملة المفارقات التي اعتمدها الكاتب في كتابة النص بأكمله.
*توترات القبطي 154
**توترات القبطي 155
ملامح أخري للأسطورة في الرواية
تشابه مصير أنسان وجواد
هناك ملامح أخري لتجليات الأسطورة في الرواية من خلال مقارنة صامتة بين مصير جواد وأنسان هما ميخائيل بك (الراوي) و(مصبح )حواد الحاكم التركي الهالك، قصة جواد القائد التركي يوسف دامير الذي قتله الثوار في معركة تحرير مدينة السور التي كانت مقرا له،ترد في الرواية في ص 162 حين يكتشف ميخائيل بك الذي صار اسيرا اسمه سعد المبروك وهو يهئ حصان سيده الجديد القائد عبادي طلسم الحمال السابق، ان ذلك الحصان هو ذاته (مصبح) جواد سيده السابق التركي يوسف دامير حاكم مدينة السور.يقول الراوي لحظة الاكتشاف:(تعرفت علي الجواد، وتعرف علي، وبكينا في صمت..انا اخون دمي الجديد، وأبكي بالدم النصراني القديم ، والجواد يخون اسراجه لحمل الجهادي، ويحن لسيده الذي رحل)*
فالجواد وقع في الأسر مثله مثل ميخائيل وانتقلت ملكيته لممثل السلطة الجديدة
،وهو القائد عبادي طلسم
و هذه صورة أخري
بها مفارقة ولاتخلو من سخرية مريرةو
البعد الجمالي الاخر للنص انه يمكن القارئ من الوقوف علي طبيعة ميخائيل المراوغة المنافقة ودخيلته المملؤة حقدا علي ثورة
سحقت سلطته التي يدين بالوفاء لها ويكتمه.
حكاية الطفل الصيني الذي ولد بحي ونسة
في الرواية ملمح آخر للاسطورة ممثلا في قصة طفل صيني الملامح ولد في حي ونسة الفقير الكائن باطراف مدينة السور والذي تنشط به بيوت البغاء العلنية:( في تلك البقعة، ولد طفل صيني، لايعرف أحد من أبوه، ولم يدخل السور منذ انشائها صيني قط، ولا استطاع أحد تفسير تلك الملامح، شك علماء الدين في كونه المسيح الدجال الذي يظهر عند نهاية الدنيا، ووزعوا الاضطراب في خطب المساجد، وفي النهاية سموه الغريب.)**
وفي هذه الحكاية أشارة تربط المتقي بفكرة المسيح الدجال بلا شك. وهي أشارة مقصودة فالسلطة الآفلة ممثلة في مخائيل بك لاتريد ان تقبل بالتفسير البسيط المباشر لاسباب نجاح ثورة( المتقي) عليها وهو كونها سلطة استعمارية نهبت خيرات البلاد وطمست هويتها وأرهقت كاهل أهلها بالضرائب، وتريد السلطة المهزومة اللجوء الي تفسيرات غيبية للظواهر الاجتماعية، انكارا للثابت والحقيقي والظاهر.
*التوترات /ص 162
**التوترات ص 166
وهناك تجليات أخري كثيرة للاسطوري في الرواية منها اعتقاد الناس بان صديد جرح الجندي الذي جرحه الصبي مقهور يشفي المرضي ويحقق المعجزات فيتهافتون علي ذلك الصديد ويروجون قصصا خيالية عنه، ومن ذلك الشحصية الأسطورية (ضو القناديل) التي تسترت خلفها (نديمة مشغول) التي صعدت بها من حضيض صاحبة مقهي للملذات الي صورة زاهية لمجاهدة تروي حولها الروايات وويرصد بعد ذلك تحولها في نظر الثوار زنديقة تستحق الموت عند اكتشاف ماضيها ثم ارتفاعها الي مرتبة الشهيدة بعد اعلان المتقي ذلك وعدم جواز محاكمتها بماضيها. ومن مظاهر الأساطير ذلك العطر المسمي ريح الجنة الذي يتداوله اتباع المتقي معتقدين في ذلك. وهناك أسطورة النعناعة (خميلة جماري) سابقا التي باتت وعاء ناقلا لمرض عجيب فتك بعبادي طلسم ثم أصابت جرثومته الراوي ميخائيل بك نفسه في الخاتمة.
وهكذا نجد الرواية محاطة من كل الاتجاهات بالعناصر الأسطورية ووقائع التاريخ الحقيقي المحور داخل النص ليخدم النص ويحقق أهدافه، والرواية بذلك تتماهي مع موضوعها الذي أختارته ويلتحم متخيلها مع واقعها المحور بحيث يصعب فض الاشتباك وهو ما اراده الكاتب. لكن سفره في التاريخ والاسطورة والخيال لم يكن سفرا بلا غاية ولاهدف بل كان سفرا لاعادة قراءة التاريخ والحاضر وهو تاريخ ممتد في مستقبل بات حاضرا وسيمسي تاريخا في قريب عاجل.أن اختيار الكاتب لشخصية الراوي ميخائيل بك وتسليمه دفة السرد من بداية الرواية حتي ختامها لم يأت اعتباطا، بل هو أمر مقصود، فشخصية ميخائيل بك شخصية كاركتيرية، وقد أعتمد الكاتب المفارقة في السرد المروي بلسانها، لذلك فان من يصدق كل ما تقوله هذه الشخصية تغيب عنه رسالة النص الجمالية والمعرفية، فالجلاد لايصلح شاهدا علي الضحية، والخصم لايصلح حكما،ولايصلح راوية للتاريخ، لان روايته للتاريخ ، مهما حاول ان يكون منصفا هي شهادة بعين واحدة وصوت واحد عن حدث متعدد الجوانب والشخوص والسير والأحداث.
صلاح الدين سر الختم علي
القاهرة 22/4/2012
لا نحتاج الى دعوة...فنحن كثيرا ما طوفنا في ارجاء هذا البهاء يا ابو صلاح
ReplyDelete